الاستعارة التصريحية

الأمثلة:

1- ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ) آل عمران: 103.

2- ( كتب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمت إلى النور ) إبراهيم: 1.

3- قال المتنبي يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة الحمداني:
وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

4- وتقول ( عند لوداع انهمر المطر من العيون ).

الإيضاح:

- أنظر إلى الأمثلة السابقة تجد أنك أمام تشبيه بليغ في كل منها ولكن لم يتبق من هذا التشبيه إلا المشبه به.

- ففي المثال الأول: الآية الكريمة. شبهت الدين بالحبل وحذف المشبه ( الدين ) وأبقى المشبه به ( الحبل ).

أي أنه استعارة لفظ المشبه به ( الحبل ) ليحل محله المشبه ووجه الشبه هنا الربط وقوة الجمع. ولعلك تدرك أن الاستعارة هنا فيها تأكيد أكبر لوجه الشبه كما أن فيها إيجاز أبلغ.

- وفي المثال الثاني الآية الكريمة شبه الضلال بالظلمات، فحذف المشبه وأبقى المشبه به، وكذلك في كلمة النور فقد شبه الهدى أو الإيمان بالنور. ولعلك ترى ما في كلمة ( الظلمات ) من ضلال وتخبط وعدم اهتداء، وتدرك ما في كلمة ( النور ) من وضوح وراحة كما تدرك ما في جمع الظلمات من مدى إبهام الطريق وتراكم الظلام. ألا ترى أن الاستعارة هنا قد وضعت الأمر المعنوي في صورة حسية تزيد من وضوحه والتأثير النفسي به، فمن منا لا يمقت الظلام ولا يحب النور؟أنظر إلى المثال الثالث، تجد المتنبي قد شبه سيف الدولة الحمداني بالبحر مرة وبالبدر مرة أخرى ليؤكد في الأول فيض جوده وفي الثانية سمو مكانته، لكنه حذف المشبه وأبقى أو استعار لفظ المشبه به، ألا ترى أن استعارة لفظ المشبه به ليحل محل المشبه قد أكد وجه الشبه؟ بل جعل المشبه به هو المشبه نفسه.

- أنظر إلى المثال الرابع تدرك أن كلمة ( المطر ) مشبه به حل محل المشبه وهو الدمع لما بينهما من غزارة، أي أن المتحدث شبه الدمع بالمطر ثم حذف المشبه وصرح بالمشبه به.

الخلاصة:

- الاستعارة: استخدام اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة.
- الاستعارة: تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه.
- الاستعارة التصريحية: هي ما صرح فيها بلفظ المشبه به، أو هي ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه.
- جمال الاستعارة التصريحية يتمثل في إيضاحها للمعنى وإيجازها في أدائه، وقد يكون جمالها في التعبير عن الأمور المعنوية في صورة حسية.