الضمير والإرادة
منتديات أمل الكويت :: الاقسام العامة :: قسم المعلم والطالب :: قسم البحوث العلمية :: تقارير علمية مختلفة
صفحة 1 من اصل 1
الضمير والإرادة
إن الضمير يتأثر بالجماعة والبيئة المحيطة به:
مثل شاب يندفع فى مظاهرة يهتف ويخرّب. فاذا قُبض عليه وألقى فى السجن، فإنه وهو وحده فى هدوء السجن، قد يفكر بطريقة اخرى غير ما كان منه فى انسياقه وراء الجماعة...
أو مثل شاب يعبث ويلهو وسط جماعة من أصدقائه، دون أن يصحو ضميره أو يوبخه. فإن خلا إلى نفسه قد يوبخه ضميره...
إن الانسان فى وسط الجماعة يقوده الانفعال والانسياق وراء الرأى العام، ولا يقوده العقل ولا الضمير. بل يكون الضمير معطلاً ولو إلى حين. كذلك الإنسان فى وسط الجماعة، قد تقود ضميره الشائعات والإثارات، وقد يصدق فى سرعة ما يقولون، ويتصرف متأثراً بما سمعه...
***
الضمير قد يتشجع اذا أثرت عليه جماعة صالحة وقادته إلى الخير. ولكنه قد يتراخى وينام وهو فى وسط جماعة خاطئة، أو تتغير مبادؤه ويحكم على الأمور حكماً مختلفاً. وهذا ما نلاحظه فى بعض الذين يتركون بلادهم مدة طويلة، ويتغربون فى بلاد اخرى تختلف فى ثقافتها وفى تقاليدها وفى عادات شعوبها...
على أن هناك ضمائر قوية، قد لا يطغى عليها تيار المجتمع، وإنما هى التى تؤثر فيه. مثال ذلك الانبياء والمصلحون وغيرهم... إنهم لم يتأثروا بفساد الجيل الذى عاشوا فيه، بل تولوا قيادته، وغيروه ألى أفضل... هؤلاء الأقوياء يتصفون بالصلابة والصمود وعدم الأنقياد. إنهم يذكروننى بالجنادل الستة التى اعترضت مجرى النيل، ولم تؤثر فيها كل تياراته ومياهه وأمواجه على مدى آلاف السنين...
***
الضمير أيضاً يتأثر أيضاً بالقادة والمرشدين والمعلمين
ومن بعض الاشخاص المشهورين. وكثيراً ما نجد انسانا هو صورة طبق الأصل من أبيه أو مرشده، فى أسلوبه، وفى أفكاره وطباعه، بل حتى فى حركاته. يعتنق كل مبادئه، ويتأثر بها ضميره، ويخضع لها وتعيد جزءاً من طبعه. نقول هذا بوجه خاص بالنسبة إلى المبتدئين، والذين فى فترة تكوين مثالياتهم...
***
والضمير فى طريقه، قد يصطدم بأمور عديدة أولها الأرادة
فاذا مالت الإرادة نحو الخطية وأرادت تنفيذها، وحاول الضمير منعها، فإنها تعمل على إسكات الضمير أو الهروب من صوته. ويقوم صراع ما بين الضمير والإرادة: أما أن ينتصر فيه الضمير، وأما أن تنتصر الارادة وتنفذها ما تشاء من الخطأ
إن الضمير هو مجرد صوت يوجّه الإرادة نحو الخير، ويبعدها عن الشر. ولكنه لا يملك أن يرغمها...
هو مجرد صوت، يصيح باستمرار فى عقل الانسان وفى قلبه، يشهد للحق، وينذره من جهة الأخطاء ويبكته على ارتكابها، ويكتفى بهذا الواجب..
***
والإرادة قد تحاول إسكات الضمير بحجة الاحتفاظ بسلامها القلبى! إنها لا تريد أن يكون هذا الضمير سبباً فى تعكير صفوها الداخلى، أو أن يتعب نفسيتها، ولذلك تسكته. هذه الإرادة المريضة يهمها راحة النفس وليس راحة الروح. أما الروح فتستريح فى طاعة الرب، وفى نقاوة القلب، وترحب بتوبيخ الضمير وطاعته...
إن الإرادة الخاطئة تهرب من الضمير ولا تعطيه فرصة. لذلك تهرب أيضاً من محاسبة النفس، بالمشغولية المستمرة. وإن أتاها صوت الضمير من مصدر خارجى، من أب أو صديق أو معلم، تحاول تغيير مجرى الحديث إلى موضوع آخر، هروباً من هذا الصوت الذى يتعبها..
***
وقد يجد الضمير أنه لا مجال له، فيستكين ويصمت. ويمضى عليه الوقت فيتعود الصمت، ولا يتدخل فى أعماق الإرادة!
وتبقى الإرادة وحدها فى الميدان، تعمل ما تشاء، وتتفرغ لرغباتها، ولا تعطى للضمير فرصة أخرى... فيصبح ضميراً غائباً، أو ضميراً مستتراً، أو ضميراً نائماً. ويتعطل عمله فى الإرشاد.
وتساعد الضمير على السكوت، وسائل التسلية المتعددة، التى ينشغل بها الانسان، ووسائل الترفيه، وطغيان لذة الخطية، وعدم جدوى التوبيخ. وييأس الضمير من إمكانية العمل. وبخاصة لو أنه حثّ على التوبة مراراً، ولم تستجب له الإرادة. إنه مجرد مرشد لا يستطيع أن يرغم الإرادة على قبول مشورته!
***
الضمير مثل إشارات المرور فى الطريق. قد تضئ باللون الأحمر لكى يقف السائق. ولكنها لا ترغمه على الوقوف...
ما أسهل أن يخالف السائق إشارة المرور الحمراء، ويستمر فى سيره، وتُكتب له مخالف، ولا يبالى. إن الضمير مجرد مرشد. أما التنفيذ ففى يد الإرادة.
فهل اذا إنحرفت الإرادة وأسكتت الضمير، أيستمر الانسان واقفاً فى أخطائه، ويضيع نفسه ويهلك؟! اذن لابد من عامل خارجى يتدخل...
مثل شاب يندفع فى مظاهرة يهتف ويخرّب. فاذا قُبض عليه وألقى فى السجن، فإنه وهو وحده فى هدوء السجن، قد يفكر بطريقة اخرى غير ما كان منه فى انسياقه وراء الجماعة...
أو مثل شاب يعبث ويلهو وسط جماعة من أصدقائه، دون أن يصحو ضميره أو يوبخه. فإن خلا إلى نفسه قد يوبخه ضميره...
إن الانسان فى وسط الجماعة يقوده الانفعال والانسياق وراء الرأى العام، ولا يقوده العقل ولا الضمير. بل يكون الضمير معطلاً ولو إلى حين. كذلك الإنسان فى وسط الجماعة، قد تقود ضميره الشائعات والإثارات، وقد يصدق فى سرعة ما يقولون، ويتصرف متأثراً بما سمعه...
***
الضمير قد يتشجع اذا أثرت عليه جماعة صالحة وقادته إلى الخير. ولكنه قد يتراخى وينام وهو فى وسط جماعة خاطئة، أو تتغير مبادؤه ويحكم على الأمور حكماً مختلفاً. وهذا ما نلاحظه فى بعض الذين يتركون بلادهم مدة طويلة، ويتغربون فى بلاد اخرى تختلف فى ثقافتها وفى تقاليدها وفى عادات شعوبها...
على أن هناك ضمائر قوية، قد لا يطغى عليها تيار المجتمع، وإنما هى التى تؤثر فيه. مثال ذلك الانبياء والمصلحون وغيرهم... إنهم لم يتأثروا بفساد الجيل الذى عاشوا فيه، بل تولوا قيادته، وغيروه ألى أفضل... هؤلاء الأقوياء يتصفون بالصلابة والصمود وعدم الأنقياد. إنهم يذكروننى بالجنادل الستة التى اعترضت مجرى النيل، ولم تؤثر فيها كل تياراته ومياهه وأمواجه على مدى آلاف السنين...
***
الضمير أيضاً يتأثر أيضاً بالقادة والمرشدين والمعلمين
ومن بعض الاشخاص المشهورين. وكثيراً ما نجد انسانا هو صورة طبق الأصل من أبيه أو مرشده، فى أسلوبه، وفى أفكاره وطباعه، بل حتى فى حركاته. يعتنق كل مبادئه، ويتأثر بها ضميره، ويخضع لها وتعيد جزءاً من طبعه. نقول هذا بوجه خاص بالنسبة إلى المبتدئين، والذين فى فترة تكوين مثالياتهم...
***
والضمير فى طريقه، قد يصطدم بأمور عديدة أولها الأرادة
فاذا مالت الإرادة نحو الخطية وأرادت تنفيذها، وحاول الضمير منعها، فإنها تعمل على إسكات الضمير أو الهروب من صوته. ويقوم صراع ما بين الضمير والإرادة: أما أن ينتصر فيه الضمير، وأما أن تنتصر الارادة وتنفذها ما تشاء من الخطأ
إن الضمير هو مجرد صوت يوجّه الإرادة نحو الخير، ويبعدها عن الشر. ولكنه لا يملك أن يرغمها...
هو مجرد صوت، يصيح باستمرار فى عقل الانسان وفى قلبه، يشهد للحق، وينذره من جهة الأخطاء ويبكته على ارتكابها، ويكتفى بهذا الواجب..
***
والإرادة قد تحاول إسكات الضمير بحجة الاحتفاظ بسلامها القلبى! إنها لا تريد أن يكون هذا الضمير سبباً فى تعكير صفوها الداخلى، أو أن يتعب نفسيتها، ولذلك تسكته. هذه الإرادة المريضة يهمها راحة النفس وليس راحة الروح. أما الروح فتستريح فى طاعة الرب، وفى نقاوة القلب، وترحب بتوبيخ الضمير وطاعته...
إن الإرادة الخاطئة تهرب من الضمير ولا تعطيه فرصة. لذلك تهرب أيضاً من محاسبة النفس، بالمشغولية المستمرة. وإن أتاها صوت الضمير من مصدر خارجى، من أب أو صديق أو معلم، تحاول تغيير مجرى الحديث إلى موضوع آخر، هروباً من هذا الصوت الذى يتعبها..
***
وقد يجد الضمير أنه لا مجال له، فيستكين ويصمت. ويمضى عليه الوقت فيتعود الصمت، ولا يتدخل فى أعماق الإرادة!
وتبقى الإرادة وحدها فى الميدان، تعمل ما تشاء، وتتفرغ لرغباتها، ولا تعطى للضمير فرصة أخرى... فيصبح ضميراً غائباً، أو ضميراً مستتراً، أو ضميراً نائماً. ويتعطل عمله فى الإرشاد.
وتساعد الضمير على السكوت، وسائل التسلية المتعددة، التى ينشغل بها الانسان، ووسائل الترفيه، وطغيان لذة الخطية، وعدم جدوى التوبيخ. وييأس الضمير من إمكانية العمل. وبخاصة لو أنه حثّ على التوبة مراراً، ولم تستجب له الإرادة. إنه مجرد مرشد لا يستطيع أن يرغم الإرادة على قبول مشورته!
***
الضمير مثل إشارات المرور فى الطريق. قد تضئ باللون الأحمر لكى يقف السائق. ولكنها لا ترغمه على الوقوف...
ما أسهل أن يخالف السائق إشارة المرور الحمراء، ويستمر فى سيره، وتُكتب له مخالف، ولا يبالى. إن الضمير مجرد مرشد. أما التنفيذ ففى يد الإرادة.
فهل اذا إنحرفت الإرادة وأسكتت الضمير، أيستمر الانسان واقفاً فى أخطائه، ويضيع نفسه ويهلك؟! اذن لابد من عامل خارجى يتدخل...
THE ONLY WAY- Admin
- عدد الرسائل : 119
تاريخ التسجيل : 01/10/2008
منتديات أمل الكويت :: الاقسام العامة :: قسم المعلم والطالب :: قسم البحوث العلمية :: تقارير علمية مختلفة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى