[center]التنشئة الاجتماعية[/center]

تعريف التنشئة الاجتماعية:

التنشئة الاجتماعية هي عملية تفاعل الفرد بما لديه من استعدادات وراثية مع البيئة التي يعيش فيها، ومن خلالها يتم تكون ونمو تدريجي لشخصية الفريدة من جهة، واندماجه في الجماعة من جهة أخرى.

ولقد اهتم بهذا المفهوم علماء النفس والاجتماع والانثروبولوجيا... الخ وفق منظوره وفكره.

وأطلقت عليه تسميات مختلفة كالتعلم الاجتماعي والاندماج الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي، ولا تخرج كل هذه التسميات في نظر "نيو كمب" New comb عن كونها عمليات نمو وارتقاء اجتماعي يتطور خلالها الأداء السلوكي للفرد، وفقاً لما يكسبه من خبرات سارة أو مؤلمة خلال تفاعله مع المحيطين به في البيئة التي يعيش فيها، متأثرة بما يتميز به شخصيته من خصائص بيولوجية يختلف فيها عن غيره من الأفراد.

فالفرد يقوم بتنظيم وإعادة تنظيم وقائع أي خبرة، باللجوء لعملية الموازنة Equiliboration وتعني هذه العملية القدرة الوراثية التي تساعد الفرد على على تنظيم المعلومات المكتسبة في أي موقف تعليمي في منظومة معرفية غير متناقضة، وهي عملية "عقلية معرفية، تساعده على فهم ما يراه في الوسط الذي يعيش فيه.

* كيف يحدث التوازن:-

ويتم التوازن من خلال تكوين بنيات متتالية بين متغيرين وظيفيين:- وهما الاستيعاب أو التمثل والمواءمة، وعندما يتم التوازن بين الاستيعاب والمواءمة يحصل التكيف في السلوك "أي التوازن بين الجسد والمحيط".
لكن كل توازن هو زائل لأنه وقتي، فلا يكون هناك معنى للنمو بقدر ما نستطيع المرور من توازن إلى آخر بشكل أعلى، توازن يعني المرونة والحركة، ويعني أيضاً الاستقرار. أي أن كل عملية توازن تم الوصول إليها لا تهدم بل العكس تعود فتبني من جديد أكثر استقراراً وأكثر حركة.

فكل خبرة يكسبها الفرد تكون نتيجة لتفاعل الاستجابة لمثيرات الوسط الثقافية والاجتماعية مع نتيجة الحوار الداخلي الناتج عن عملية التوازن وما ينشأ عنها من استدلال فالفرد ينظم نفسه بنفسه وذلك بإيجاده وسائل تكيفه، وكل ذلك يتيح له بناء ذاته ومن ثم إعادة البناء من جديد.

فالمبادئ الأساسية لنظرية التعلم هي: الاقتران الشرطي والملاحظة والتعميم والتدعيم والانطفاء، تفسر كيف يمكن للفرد أن يتعلم المعتقدات والقيم والمفاهيم ويتعلم السلوك المقبول والمرفوض.

أما "نظرية التحليل النفسي" فقد اعتبرت عملية التقمص أو التماهي Iden tificayion هي الوسيلة الوحيدة للتقدم واكتساب الخبرات. وتنشئة الفرد تتم عبر سلسلة من عمليات التقمص.

* ما هو التقمص:-

عملية التي تكون الذات بها وفيها. ومن خلالها يتم توظيف الطاقة الليبيدية ويتمكن الفرد من الدخول في علاقة مع الآخر، وفقدان موضوع التعلق اللبيدي هو الدافع إلى التقمص لصفة من صفاته.

مثال: الطفل تتحول برغباته "اللبيدية" اللاشعورية إلى استثمارات أخرى انطلاقاً من النقص الذي بقي في نفسه، والذي أصبح المحرك لانطلاق رغباته والتعبير عنها في مجالات الحياة.
إذا التنشئة الاجتماعية هي عملية تكيف الفرد ونموه مع الوسط الاجتماعي بما يحمله من قيم اجتماعية وثقافية وأخلاقية سواء كانت إيجابية أو سلبية فالتنشئة بهذا المفهوم لها سياقان:- تكوين للفرد، واندماجي في الجماعي.